غزة الجائعة أمام كل العيون

غزة الجائعة أمام كل العيون

غزة الجائعة  أمام  كل العيون

سحابة ثقيلة من القهر والذل تسقط قلب غزة الجائعة ، حيث بات الدقيق حلما عزيزا و غاز الطهي هدفا لا يصل إليه أحد ، أطفال يصرخون من الجوع ليل نهار ، شيوخ يلفظون أنفاسهم من خواء بطونهم ، الكل يصرخ من شدة الجوع ، حتى الصحفيون المتواجدون هناك لتغطية أحداث الحرب ، باتوا يشكون من انعدام الأكل ، فمن يسد رمق غزة ؟ من يمد يد المساعدة لشعب لم يقترف شيئا إزاء هذا الحصار الظالم ، من يقف في وجه الصهاينة الذين يصرون على خرق كل قوانين الحروب ، و التمرد على  كل أشكال الإنسانية ، من يقف في وجه قاتلي الأطفال و النساء ... غزة شامخة حتى بعد أن جفت كل الينابيع ، تصرخ بصمود أعجز العالم ، تشكو الحال دون أن تستسلم ، تعاتب أمة اختارت أن تتابع الأمر من بعيد ، أمة لا زالت تحتفل بأعراسها في بذخ كبير ، و تقيم مهرجانات تبتلع ألاف الدولارات ، أمة لا تنتصر للحق و للقدس إلا بمسيرات ترفع فيها الكوفية والعلم الفلسطيني ...غزة اختارت أن تحارب وحيدة ، وأن تقف ببسالة كبيرة في وجه العدو ، حتى ولو مد أطفالها أيديهم ليأكلوا التراب ، و تظاهرت النساء بالطهو أمام عيون أبنائها الجائعة ، غزة تصلي كل يوم في ثقة أن الفجر سيبزغ يوما مهما اشتد الحصار و منعت كل المساعدات الإنسانية ، وأن ما يحدث اليوم على تراب غزة هو عار على الإنسانية جمعاء ، وأن التاريخ يكتب هذه الفصول بدم أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم من أرض تدعى غزة .

تعليقات

لم يتم نشر أي تعليقات حتى الآن.
تسجيل الدخول لإضافة تعليق