التموضع الإقليمي الإيراني الجديد وكيف يستغل المغرب الفرصة ؟

بعد حرب دامت الإثنى عشر يوما بين إيران و إسرائيل والتي إنتهت بقرار عسكري و ديبلوماسي أمريكي ، هذه الحرب جعلت المنطقة و العالم يقف على رجل واحدة ، حيث كانت تهدد الإستقرار في المنطقة و العالم.

التموضع الإقليمي الإيراني الجديد وكيف يستغل المغرب الفرصة ؟

محمد محداد

هذا الجنون الذي إستمر 12 يوما، يمكن أن نصف  موقع إيران فيه أنها لم تنهزم و لم تفز ولكن ضعفت إيران ،ومن تبعات ونتائج هذه الحرب من الجانب الإيراني جعلها تعيد تموضعها داخل المنطقة و الإقليم وتعيد النظر في العقيدة السياسية و الدفاعية و الإستراتيجية ، وخصوصا بعد سقوط العقيدة الدفاعية الاسترتيجية الدفاع خارج الحدود عبر ما يعرف محور المقاومة ، بعد سقوط نظام الأسد و ما يمكن إعتباره هزيمة كبيرة لحزب الله اللبناني جعلت حركته في المنطقة مقيدة وهذه أبرز أدرع إيران في المنطقة مع بقاء جماعة الحوثي رغم النفي الإيراني الرسمي، و نفي أيضا جماعة الحوثي من أي علاقة بين الطرفين، و ميلشيات العراق وهما يعتبران أوراق إيران في المنطقة. في الأيام الأخيرة شاهدنا تحول كبير في رسم علاقات إيران مع دول الجوار و المنطقة وكانت البداية من باكستان وشاهدنا زيارة غير مسبوقة للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى باكستان مع وفد كبير، ومن خلال هذه الزيارة أرادت إيران بالدرجة الأولى بدء عهد جديد في العلاقات مع دول الجوار و تأمين الحدود و بالدرجة الثانية تأمين وسيط جديد مع الولايات المتحدة الاميركية، بأضافة إلى الإقتصاد و الثقافة، وهذا التحول يعطي مؤشرات واضحة على أن إيران تتجه لبناء علاقات مع دول المنطقة وخصوصا دول الخليج، من خلال إتفاق يبني علاقات دبلوماسية وثيقة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، و خصوصا بعد الموقف الغير المسبوق من هذه الدول التي اعتبرت الهجوم على إيران بأنه عدوان، هذا الموقف ترك إنطباع جيد في العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي و إيران وقد يكون أساس أي تحول في العلاقة رغم قصف إيران لقطر، بإضافة إلى أن إيران تغريها علاقات إقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي، في المقابل على إيران أن تكف يدها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول العربية مثل، سوريا و العراق و اليمن و لبنان، و الإنطباع العام للمشهد يوحي بأنه إذا قدم أي عرض من طرف دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيران، ستدرسه إيران وستتفاوض عليه وتقبله، وهذا الجانب هو ما يهم المغرب و يجب لعب دور في هذا الإتفاق بحيث يشمل المغرب من خلال التعويل على العلاقات المتينة بين دول الخليج والمغرب وهذا يعتبر إختبار كبير لدبلوماسية المغربية، ويجب على المغرب تسخير جميع قدراته الإستخباراتية و الدبلوماسية من أجل الضغط على دول الخليج ليشمل الإتفاق المغرب وهذا الإتفاق يبدو قريبا جدا وهذا واضح من خلال أصوات النخبة في الخليج و إيران تطالب بربط علاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي و إيران في إطار علاقة متينة مبنية على المصالح المشتركة ترسي الإستقرار في المنطقة، وهذه فرصة يجب إستغلالها من طرف المغرب، هذا الإتفاق إذا ما تم التوصل إليه، سيقطع الطريق أمام مليشيات البوليساريو من أي دعم عسكري إيراني، ويخنق هذه المليشية بشكل كبير جدا، وسيكون المسمار الأخير في نعش وهم إنشاء دولة في الصحراء المغربية، وسيمهد الطريق لإعادة الفهم للجزائر أن المصالح المغرب هي الأهم، وسيكون نفيا قاطعا للمزاعم الجزائرية حول أسباب  قطعها للعلاقات مع المغرب.

تعليقات

لم يتم نشر أي تعليقات حتى الآن.
تسجيل الدخول لإضافة تعليق