ثواني قليلة وأنت تتأمل في السوشيال ميديا ، تدرك مدى إصرار الكثير من البشر على نشر صورهم في الأعياد ، بملابس العيد وجلسات العيد ، يحاولون أن يظهروا فرحتهم من خلال الشاشة الزرقاء ، هذا الفرح الذي قليلا ما يكون حقيقيا ، بل هو لحظات تمثيلية مصورة للنشر في الحساب الشخصي ......اختلطت الصور بالعبارات والتبريكات وكأننا في مزاد خاص ، يتبارى فيه الكثيرون لإيصال مشاعر الفرح ... والحقيقة أن الفرح هو شعور جميل لا يصدر هكذا بهذه السهولة ، لأنه شعورعميق يكفيك بلذته ويغنيك عن الآخر ، و ينقلك إلى مقام الإكتفاء ، الإكتفاء بشخصك و عدم التلصص على الآخرين للتعبير لهم عن فرحك ...
الفرح ولحظاته المبهجة التي قد يعيشها المرء مع نفسه ، سواء في الأعياد أو الحفلات ، أو حتى في حميميته مع شخص آخر ، شعور لا يختلط بالرياء والتباهي فهو أصدق من أن ينقل في صورة مشابهة في زمن إنتقل من معايشة اللحظة إلى تصويرها للآخرين ، فلم نعد نستمتع بأي شيء ، الكل ممسك بهاتفه ، يرصد الصغيرة قبل الكبيرة ، لنشرها في أقرب وقت ، حياتنا أصبحت مكشوفة للجميع ، و الكل يتنافس في نقل الصورة الأحسن ، والأجمل ....
ونسينا في لحظة أن الحياة تمر بسرعة وأن الأولى أن نعيشها قبل توثيقها في صور و فيديوهات ليراها الآخرون ...ونسينا أن للفرح شعرية خاصة لا تنقل لأنها تفقد لمعانها مع ضوء الكاميرا ....فالفرح يعاش ولا يصور .