تغير كل شيء ، تغيرت البهجة وتغيرت معها طقوسها الأنيقة ، وبالتالي تغيرت حتى مقاصدها التي كانت تقام من اجلها ، و أصبحنا نعيش حالة من الفوضى الكبيرة في عوالم الأنشطة الهادفة التي كانت ترافق أيام الصيف و ليالي العطل ، تعطلت لغة الكلام ، و لم نعد نفهم أي شيء ، تحولت الساحات في جميع المدن المغربية إلى منصات يتجمهر حولها الشباب و المراهقون وكل الفئات العمرية ، للرقص والغناء طوال الليل وحتى ساعات متأخرة من الليل ، و من ثم عاشت كل المدن المغربية الصغيرة قبل الكبيرة هذه المهرجانات الفارغة واتي تحسب لها إضافة واحدة ووحيدة ، وهي المساهمة في تمييع المجتمع و نشر الرذيلة ، وملئ جيوب الفنانين بأموال لو وظفت في قطاع التعليم أو الصحة لما رأينا صور النساء الحوامل تلد أمام بوابات المستشفيات ، ولما سمعنا بمواعيد في المستشفيات بتواريخ تمتد لأكثر من سنة ، هؤلاء الفنانون الغائبون عن المجتمع ، لا نراهم في أي عمل تنموي ولا اجتماعي ولا حتى ثقافي يمكن أن يصنفهم في خانة الوطنية ، التي اختصرت للأسف في حمل العلم الوطني فوق المنصات ، فالفن موقف قبل كل شيء ، ومشاركة في جراح الأمة ومتاعبها ، ومساهمة مادية في المجتمع ، عكس مانراه في العالم الغربي ، فالفنان مشارك فعال في المجتمع ، يظهر في الكثير من الأنشطة التي تبرز موقفه الإنساني ، بالإضافة إلى غياب أصواتهم اتجاه القضية الفلسطينية وقصة غزة وتجويع أطفالها ، هذا التجويع الذي حرك قلوب كل دول العالم من فنانين ومثقفين ....
مهرجاناتنا ومواسمنا حصدت هذا الصيف الكثير من الكوارث الإنسانية مثل الطفل الذي تناوب عللى اغتصابه أربعة عشر ذكرا لكي لا نقول رجلا ، فالرجولة صفة لا تخصهم ، كما سجلت الكثير من الإختلالات الأخلاقية ، من تحرش و تعاطي للمخدرات ، مع تبادل الكلام البذيء ، و الرقص الفاحش ...و الكثير من الأشياء الخارجة عن أخلاقنا وعاداتنا ، لنتساءل بكل قوة عن جدوى إقامة هذه المهرجانات في كل المدن و هدر كل هذا المال ؟ هل هي لعنة الصيف أم ماذا ؟ أم هو غناء ورقص على جراحنا ؟
1mo ago
مع الاسف هذا هو واقعنا اصبحنا في دوامة التفاهاااااات