تحول شارع الحبيب بورقيبة يوم السبت 4 أكتوبر إلى نهر بشري، ينبض بألوان فلسطين. أكثر من ألف تونسي وتونسية من جميع الأجيال، جاءوا من جميع أنحاء تونس، تجمعوا نحو قلب العاصمة النابض ليعبروا بصوت واحد عن غضبهم ووفائهم لقضية تتجاوز الحدود.وهكذا، في أعقاب التحركات العالمية، جعلت تونس صوتها مسموعًا لكل العالم ، حاملين علم فلسطين عالياً، ردد المتظاهرون شعارات تطالب برفع الحصار المفروض على غزة فورًا وإطلاق سراح النشطاء المعتقلين من أسطول الصمود ، هذا الأسطول الذي حمل الأمل والمساعدات لأطفال مقطوعين عن العالم ، أسطول الصمود كان ينقل شحنات طبية وغذائية مخصصة لسكان غزة قبل أن يتعرض لاعتراض عنيف من قبل قوات الاحتلال الصهيونية.
من ساحة الجمهورية وحتى شارع الحبيب بورقيبة، كانت خطواتهم تصدح للكرامة و اللوحات الاحتجاجية كانت تدين جرائم الحرب، والشعارات تذكر بخطورة انتهاكات القانون الدولي، والوجوه الجادة كانت مصممة على نصرة غزة ، كانت تحمل ثقل غضب مشترك ، و.لم تكن هذه المسيرة مجرد صرخة تضامن، بل كانت فعلاً من المقاومة المدنية، ورفضاً للنسيان. وذكّر المتظاهرون أن النشطاء المعتقلين لم يكونوا مقاتلين مسلحين، بل كانوا حاملي مساعدات إنسانية، عكس ما يُصفه الكثيرون بأنه قرصنة في عرض البحر.