مع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري تقييم تأثيرها على الثقافات المحلية. في هذا السياق، أطلقت اليونسكو مكتب القاهرة سلسلة من المبادرات والندوات لتحليل أثر الذكاء الاصطناعي على الثقافة العربية، وذلك خلال عام 2025.
ركزت هذه المبادرات على ستة محاور رئيسية: التراث الوثائقي، التراث غير المادي، التراث تحت الماء، الصناعات الثقافية والإبداعية، حماية الممتلكات الثقافية في حالات الطوارئ، والمواقع التراثية العالمية. وتضمنت جلسات النقاش خبراء من الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية، إضافةً إلى أكاديميين وفنانين، بهدف صياغة رؤية متكاملة لاستثمار الذكاء الاصطناعي في الثقافة.
وتشير نتائج الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على دعم:
-
حفظ التراث الثقافي: من خلال تحليل الوثائق التاريخية وترميم المحتوى الرقمي القديم.
-
تعزيز الصناعات الإبداعية: عبر أدوات إنتاج موسيقى، فنون رقمية، وألعاب تعليمية وثقافية.
-
حماية المواقع التراثية: خصوصًا في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية، باستخدام تقنيات الرصد والتوثيق الذكي.
-
التعليم الثقافي التفاعلي: تصميم تجارب تعليمية رقمية تجذب الشباب وتعرفهم على تراثهم وهويتهم الثقافية.
مع ذلك، تواجه هذه المبادرات تحديات كبيرة مثل: ضرورة الحفاظ على الخصوصية والأخلاقيات، معالجة الفجوة التقنية بين الدول، وضمان تمثيل الثقافة العربية بشكل صحيح في النماذج الرقمية لتجنب التحيّز الثقافي.
تسعى اليونسكو عبر هذه الجهود إلى خلق توازن بين استغلال الفرص التكنولوجية وحماية التراث الثقافي العربي، مع وضع سياسات وحوكمة واضحة لضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في جميع المجالات الثقافية والإبداعية.
تجسد هذه المبادرات أهمية الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة تقنية، بل كوسيلة لتعزيز الهوية العربية، دعم الإبداع، وحماية الثقافة والتراث للأجيال القادمة.