لمياء المكودي
في جو استثنائي يفيض بالأناقة والرقي، احتضن فضاء "المشور" داخل محكمة الباشا التاريخية بمدينة الدار البيضاء عرضاً مميزاً كشفت من خلاله المصممة المغربية مريم بلخياط عن أحدث مجموعاتها بعنوان "همسات"، والمخصصة لموسم خريف وشتاء 2025-2026. العرض الذي جمع بين عبق التراث المغربي ودفء الألوان الشتوية، شكّل مناسبة مزدوجة للاحتفاء: تقديم المجموعة الجديدة، وتخليد الذكرى الثامنة عشرة لانطلاقة بلخياط في عالم التصميم.
اختيار المصممة لموقع العرض لم يكن عشوائياً، فقد شكّلت محكمة الباشا، بما تحمله من رمزية تاريخية ومعمارية، خلفية مثالية لجماليات العرض. المبنى الذي يعود إلى فترات مجد الدار البيضاء التقليدية، أضفى على العرض أجواءً روحانية وفنية، حيث بدت التصاميم وكأنها تتحاور مع تفاصيل الجدران والنقوش والزخارف العريقة.
وفي تصريح خاص عقب العرض، أوضحت مريم بلخياط أن هذه المجموعة تمثل بالنسبة لها "أكثر من مجرد أزياء". وقالت:
> “همسات هي لحظة تأمل في مساري الإبداعي، ورسالة امتنان لكل امرأة منحت القفطان حضوراً في ذاكرتها وحياتها. استلهمت هذه التصاميم من الصمت الذي يسبق البوح، ومن الدفء المختبئ بين طيات الفصول الباردة.”
وأضافت:
> “أردت من خلال هذه المجموعة أن أواصل حواراً بدأته منذ سنوات مع المرأة المغربية ومع كل من تؤمن بجمال الأناقة الأصيلة، سواء داخل المغرب أو خارجه.”
بهذه المجموعة، تؤكد مريم بلخياط مرة أخرى مكانتها كأحد أبرز الأسماء في مجال تصميم الأزياء المغربية، من خلال تقديم رؤية فنية تحترم الجذور، وتواكب تطورات الذوق العصري. عرض "همسات" لم يكن فقط عرض أزياء، بل تجربة حسية وبصرية متكاملة نقلت الحضور في رحلة عبر الزمن، والجمال، والتاريخ.
الدار البيضاء تذكّرت في تلك الليلة أن القفطان المغربي ليس مجرد لباس، بل فنّ يتجدّد في كل خيط، ويهمس بكل قصة، تماماً كما أرادت بلخياط أن تقول... بهمس.